{ القرآن الكريم }

Followers

الاثنين، 9 مايو 2011
بسم الله الرحمن الرحيم

 النار دار البوار والعذاب والعقاب لمن لم يطع الله _عز وجل_ ، دار البوار هي نار جهنم أعدها الله للكافرين والعصاة , وهي من مسائل الغيب التي تثبت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة , وعلينا أن نؤمن بها كما جاءت في كتاب الله المنزل.

والنار تقال للهب الذي يبدو للحاسة يقول الله _تعالى_ :" أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴿٧١﴾ " سورة الواقعة الآية 71 . وتقال للحرارة المجردة التي لا نراها ولكن نشعر بها , وتقال كذلك لنار جهنم , يقول الله _تعالى_:" وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾" سورة غافر الآية 49.

فجهنم اسم لهذه النار , نار الله الموقدة التي أعدها للكافرين والعصاة ,وقيل إن اسمها فارسي معرب. النار في القرآن الكريم : لقد ورد ذكر النار في القرآن الكريم في كثير من المواضع , وتصورها بعض الآيات وقد برزت للناس في عرصات القيامة , ويفاجأ أهل الموقف في الحشر بظاهرة غريبة حيث يجاء بالنار تجر بالأزمة كما تجر القاطرة , ولها تغيظ وزفير , قال الله_تعالى_: " وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿٢٣﴾ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴿٢٤﴾ فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ﴿٢٥﴾ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ﴿٢٦﴾ " سورة الفجر. وقال الله_تعالى_: " وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ " سورةالشعراء.

ويساق الكافرون إليها , ويدعون دعًا , وقد حقت عليهم كلمة العذاب, وقال الله_تعالى_: " وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ " سورةالزمر.

ويصفها القرآن الكريم بأن لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم , والعذاب فيها مختلف الأنواع والأقسام .قال الله _تعالى_:" وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿٤٤﴾ "سورة الحجر.

ويروي ابن عباس _رضي الله عنه_أن أبواب النار أطباقها وأدراكها,فإن الجنة والنار دركات , ورتب أطباقها على هذا النحو من الأسفل إلى الأعلى : جهنم , لظى, الحطمة, سقر,السعير , الجحيم, الهاوية.

وجاءت هذه السبعة أبواب في القرآن الكريم بمسمياتها التي ذكرناها , لتعبر عن أطباقها , أو أدراكها , أو أسمائها ,أو أبوابها كما وردت, ولكل نار وقود. وقود النار : وقودها الناس والحجارة قال الله_تعالى_: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴿٦﴾ "سورة التحريم الآية 6.

والكافرون وقود النار ..يقول الله _تعالى_: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّـهِ شَيْئًا ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ ﴿١٠﴾ "سورة آل عمران الآية 10.وهؤلاء ليسوا على درجة واحدة من العذاب , وحديث البخاري ومسلم يدل على أنهم على درجات في هذا العذاب. عن النعمان بن بشير_رضي الله عنه_ عن النبي _صلى الله عليه وسلم_قال:(إن أهون أهل النار عذابا رجل على أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم ) وعن سمرة بن جندب _رضي الله عنه_قال :قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في صفة أهل النار (منهم من تأخذهم النار على كعبيه ,ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته , ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه ).

طعام أهل النار وشرابهم :
  من أهل النار من طعامه شجرة الزقزم , وشجرة الزقزم يصفها القرآن الكريم فيقول : " إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ﴿٦٤﴾ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴿٦٥﴾ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴿٦٦﴾ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٦٧﴾ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴿٦٨﴾ "سورة الصافات ومنهم من طعامه الضريع في قوله:" لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ ﴿٦﴾ لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ ﴿٧﴾ "سورة الغاشية.

ويقولون عن الضريع :إنه أمر من الصبر , وأنتن من الجيفة , وأشد حرًا من النار, وهو شوك بأرض الحجاز يقال له الشبرق , وأكله نوع من العذاب. ومنهم من طعامه الغسلين , يقول الله_ تعالى_:" فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ﴿٣٥﴾ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ﴿٣٦﴾ لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴿٣٧﴾ "سورة الحاقة.

وأما شرابهم :  فمنهم من شرابه الحميم , وهو الماء البالغ غاية الحرارة , يقول سبحانه : " لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا ﴿٢٤﴾ إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴿٢٥﴾ جَزَاءً وِفَاقًا ﴿٢٦﴾ إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ﴿٢٧﴾ وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا ﴿٢٨﴾ " سورة النبأ.

 ومنهم من شرابه الصديد , وهم ماء كدر , يتركب من الصديد , ويغص به شاربه حتى لا يكاد يسيغه , ويعاني منه آلامًا لا يعلم مداها إلا الله _ تعالى_, يقول سبحانه: " وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴿١٥﴾ مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ ﴿١٦﴾ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴿١٧﴾ " سورة إبراهيم .ومنهم من شرابه المهل , وهو ماء ثخين حار لكأنه النحاس المذاب , بجيث إذا أدناه أحدهم من فمه ليشربه , شوت حرارته جلدة وجهه, قال الله_تعالى_:

" وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾ "سورة الكهف الآية 29ويصاحب أكلهم عويل وبكاء , وهما من لوزم الخوف والآلام , ومقاساة الشدائد والأهوال , وعذابهم هذا لا ينفطع,فهم يتضاعفون ويصطرخون ويدعون الويل والثبور قال الله_تعالى_:" وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿٣٧﴾"سورة فاطر الآية 37.

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_ ماعمل أهل النار ؟!..فأجاب :"عمل أهل النار : الإشراك بالله تعالى, والتكذيب بالرسل, والكفر , والحسد , والكذب , والخيانة , والظلم , والفواحش,والغدر , وقطيعة الرحم , والجبن عند الجهاد , والبخل , واختلاف السر والعلانية , واليأس من رحمة الله , والأمن من مكر الله , والجزع عند المصائب , والفخر والبطر عند النعم , وترك فرائض الله , وتعدي حدوده , وانتهاك حرماته , والخوف من المخلوق دون الخالق , والعمل رياء وسمعة , ومخالفة الكتاب والسنة , أي اعتقادا وعملا , وطاعة المخلوق في معصية الخالق , والتعصب للباطل , والاستهزاء بآيات الله , وجحد الحق , والكتمان لما يجب إظهاره من علم أو شهادة , والسحر, وعقوق الوالدين , وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق , وأكل مال اليتيم , وأكل الربا والفرارمن الزحف , وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ." وهناك جرائم أخرى تدخل أصحابها النار, ومنها :  الركون إلى الظالمين أعداء الله وموالاتهم ,والذين يضاهون بخلق الله , والكاسيات العاريات , والذين يعذبون الحيوان , وعدم الإخلاص في طلب العلم , والذين يشربون في آنية الذهب والفضة, والانتحار ..إلخ من الجرائم , وهي معروفة وغير مجهولة للناس , والله_ تعالى_ نهانا عن أشياء كثيرة , والرسول أرشدنا إلى ترك المعاصي حتى لا نكون من أهل النار أعاذنا الله منها.

المصــدر : الكتاب المدرسي .
 

0 التعليقات: