{ القرآن الكريم }

Followers

الاثنين، 9 مايو 2011
بسم الله الرحمن الرحيم

الإيمان بأن الجنة حق والنار حق والجنة والنار مخلوقتان
والإيمان بأن الجنة حق والنار حق، والجنة والنار مخلوقتان، الجنة في السماء السابعة وسقفها العرش، والنار تحت أرض السابعة السفلى، وهما مخلوقتان، قد علم الله -تعالى- عدد أهل الجنة ومن يدخلها، وعدد أهل النار ومن يدخلها، لا تفنيان أبدا، هما مع بقاء الله -تبارك وتعالى- أبد الآبدين في دهر الداهرين.

نعم، "والإيمان بالجنة حق والنار حق"، الإيمان بالجنة والنار لا بد من ذلك، وهما الإيمان بالجنة والنار داخل في الإيمان باليوم الآخر، أصل من أصول الإيمان، الإيمان بالله وباليوم الآخر وما يكون فيه من البعث، الإيمان باليوم الآخر، وأن الله يبعث الأجساد، وأن الله يحاسب الخلائق، والإيمان بالميزان والصراط والجنة والنار، فمن أنكر وجود الجنة أو أنكر النار كفر لأنه مكذب بالله:" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ ".


فمن أنكر الجنة والنار فقد كذب الله، ومن كذب الله كفر، وهما داخلان في الإيمان باليوم الآخر؛ ولهذا قال المؤلف: "والإيمان بأن الجنة حق والنار حق مخلوقتان" يعني: مخلوقتان الآن، هذا هو عقيدة أهل السنة والجماعة أن الجنة والنار الآن مخلوقتان دائمتان لا تفنيان، وأنكر المعتزلة خلقهم الآن، المعتزلة قالوا: الجنة والنار ما خلقت الآن، لا، لم تخلق الآن ولكن تخلقان في يوم القيامة، في يوم القيامة يخلق الله الجنة والنار، أما الآن ما في جنة ولا في نار، لماذا؟ أنا قلت لكم: إن المعتزلة يُعملون عقولهم في مقابلة النصوص، يعارضون النصوص بماذا ؟ بعقولهم، أهل عقل وهذا من جهلهم وضلالهم.


يقولون: لو قلنا: إن الجنة والنار مخلوقتان الآن لصار خلقهما عبثًا، وتخلقان وليس هناك أحد في الجنة والنار! ما الفائدة؟ تخلق الجنة والنار وفي مدة طويلة تبقى ما فيها أحد، الجنة تبقى مدة طويلة إلى يوم القيامة ما فيها أحد، والنار تبقى مدة طويلة يوم القيامة، فخلقهما الآن وليس فيهما أحد عبث، والعبث محال على الله، فإذن لا تخلقان إلا يوم القيامة، أرأيتم شبهتهم؟


شبهتهم يقولون: إن الجنة والنار لو قلنا: إنهما يخلقان الآن، لصار خلقهما عبثا لأنهما تبقيان معطلتان مددًا طويلة، والعبث محال على الله، فتنزيهًا لله نقول: ما في جنة ولا نار الآن، لكن يخلقهما الله يوم القيامة إذا جاء الوقت الذي ينتفع بالجنة، ويكون الكفرة في النار، يخلقهما الله، أما الآن عبث.
هذا من جهلهم وضلالهم، كيف الرد عليهم؟ نقول: قولكم هذا من أبطل الباطل؛ أولا: الله تعالى أثبتهم، نحن نصدق الله ونؤمن به، أخبر الله أنهما موجودتان، قال: " أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَوقال للنار:" أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ "أُعِدَتْ، شيء مُعَدٌّ موجود ثابت، مرصدة معدة مهيأة.


ثانيا: إن خلق الجنة وخلق النار الآن وإعدادهما أبلغ في الزجر وأبلغ في التشويق، أبلغ في الزجر عن المعاصي، إذا علم العاصي أن النار معدة الآن كان أبلغ في الزجر، وإذا علم المطيع أن الجنة معدة صار أبلغ في الشوق.
وثالثا نقول: من قال لكم: إنهما عبث الآن، مَنْ قال؟! الجنة فيها الوِلْدان وفيها الحور، وأرواح المؤمنين تُنَعَّم في الجنة وأرواح الشهداء تُنَعَّم، أرواح الشهداء في حواصل طير خضر، تسرح في الجنة وتَرِدُ أنهارَها وتأكل من ثمارها؛ حتى يرجعها الله إلى جسده، والمؤمن إذا مات نقلت روحه إلى الجنة، نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعث، والمؤمن يفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من نعيمها، والكافر يفتح له باب إلى النار فيأتي من حرها وسمومها.


إذن في حاجة ولا ما في حاجة؟ الآن في حاجة، في فائدة، هذا من جهل المعتزلة وضلالهم؛ حيث إنهم عارضوا النصوص بأفهامهم الفاسدة وآرائهم الفاسدة.
"والإيمان بأن الجنة حق، والنار حق مخلوقتان، الجنة في السماء السابعة وسقفها العرش" نعم، وهذا جاء به الحديث، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنها وسط الجنة وأعلى الجنة وسقف عرش الرحمن ) إذن الجنة فوق في أعلى عليِّين وسقفها عرش الرحمن، والنار تحت الأرض السابعة السفلى، ويوم القيامة تبرز النار، تبرز وتظهر: وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى يعني: السماء السابعة التي تُبْرَز للناس، وفي الحديث: جاءوا يوم القيامة بجهنم لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها، وتسجر البحار وتكون جزءا من جهنم نعوذ بالله، البحار تسجر، تكون نيرانا، وتكون جزءا من النار، يزاد فيها، نسأل الله السلامة والعافية.


فالجنة في السماء السابعة وسقفها العرش، والنار تحت الأرض السابعة السفلى، وهما مخلوقتان الآن، نعم مخلوقتان دائمتان لا تفنيان ولا تبيدان، قد علم الله عدد أهل الجنة ومن يدخلها، وعدد أهل النار ومن يدخلها ؟ نعم، وهذا جاء في الأحاديث، الله تعالى قدر المقادير، وخلق للجنة أهلا وبعمل أهل الجنة يعملون، وللنار أهلا وبعمل أهل النار يعملون، هذا وقال الله تعالى: كتب في اللوح المحفوظ كل ما يكون في هذا الكون: من أرزاق العباد وآجالهم وأعمالهم وشقاوتهم وسعادتهم.

والإنسان إذا خلقه الله ومضى عليه أربعة أشهر، يأتي عليه الملك بأمر الله فينفخ فيه الروح، فيقول: يا ربِّ ما الرزق، ما الأجل، ما العمل، ما الشقاوة، ما السعادة...؟ ويكتب وهو في بطن أمه، يكتب شقي أو سعيد، يكتب رزقه وأجله، وبماذا يموت ومتى يموت، هل هو يموت طفلا أو شابا أو شيخا أو كهلا صغيرا أو كبيرا؟ وما رزقه هل يرزقه الله الحلال أو الحرام؟ الله تعالى يرزق الحلال والحرام، يقدر لهذا يكون رزقه من الحرام: يأكل من الربا ومن السرقة ومن الغصب ومن النهب، يكون رزقه حراما، ومنهم من يكون رزقه حلالا، الرزق والأجل والعمل كل هذا مكتوب.


المصــدر

0 التعليقات: