بسم الله الرحمن الرحيم
الإيمان باليوم الآخر يعني : الاعتقاد الجازم بأن هناك داراً آخرة يجازي الله فيها المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ، ويغفر الله ما دون الشرك لمن يشاء . والبعث شرعاً : هو إعادة الأبدان و إدخال الأرواح فيها فيخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر أحياء مهطعين إلى الداعِ . و الإيمان باليوم الآخر في الإسلام يجعل رقابة المرء على نفسه مستديمة و يوفر السكينة والطمأنينة في القلوب فيشعر المؤمن بأن الدنيا متاع الغرور فيزهد فيها ولا يتكالب عليها ليستأثر بما يزيد .
والمؤمن باليوم الآخر يرى للحياة غاية وهدفاً رفيعاً وهو عمل الخير وترك المنكر ، والتحلي بكل فضيلة والتخلي عن كل رذيلة .
الحاجة للإيمان باليوم الآخر : الأول : جانب نفسي ، يتمثل في أمل الإنسان في الحصول على حياة أفضل ، في عالم حر مليء بالأفراح مستقل عن حدود هذا العالم ومشاكله . الثاني : جانب أخلاقي ، إذ لا يمكن للمؤمن المحسن المطيع الذي لا يحصل على أجره في الدنيا ، أن يخسر إيمانه وإحسانه وطاعته ، ولا يمكن أن تذهب مجاهدته لنفسه هدراً ، قال تعالى "وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تُظلمون" البقرة . حكم الإيمان باليوم الآخر : أنه ركن من أركان الإيمان ، يكفر من لا يؤمن به بالإجماع ، والإيمان باليوم الآخر هو نتيجة الإيمان بالله ، ولذلك قرن القرآن الكريم بينهما في مواضع عدة قال تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ " البقرة . و لفهم الآخرة في الإسلام يجب معرفة المصطلحات التي ترافق معناها : اليوم الآخر : يسمى كذلك لأنه متصل بآخر أيام الدنيا ولأنه ليس منها . يوم القيامة : لقيام الناس فيه من قبورهم ولقيامهم بين يدي خالقهم ولقيام الحجة لهم و عليهم . الموت : ليس بعدم محض ولا فناء صرف ، وإنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ، ومفارقته وحيلولة بينهما وانتقال من دار إلى دار . الروح : جسم لطيف شفاف حي لذاته ، مشتبك بالبدن اشتباك الماء بالعود الأخضر . البرزخ : الحاجز بين الدنيا والآخرة ، لقوله تعالى " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " المؤمنون سؤال القبر : ويراد به أن الله تعالى يحيي العبد المكلف في قبره ويرد الحياة إليه ويجعله من العقل في مثل الوصف الذي عاش عليه ليعقل ما يسأل عنه و ما يجيبه ويفهم ما أتاه من ربه وما أعد له في قبره من كرامة أو هوان . عذاب القبر : هو عذاب البرزخ ونعيمه ينال مستحقه سواء قبر أم لم يقبر أكلته السباع أم احترق حتى صار رماداً . البعث : هو أن يبعث الله تعالى الموتى من القبور بأن يجمع أجواءهم الأصلية ويعيد الأرواح إليها .
وقد توعد الله منكري البعث واليوم الآخر بالعذاب الأليم لكفرهم " ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا " سورة الإسراء |
0 التعليقات:
إرسال تعليق