{ القرآن الكريم }

Followers

الاثنين، 9 مايو 2011
بسم الله الرحمن الرحيم   


اللهم إننا آمنا بأن وراء هذه الحياة الدنيا حياة أخرى هي خاتمة المطاف,ويومها هو اليوم الآخر ,وفي هذا اليوم مشاهد متعددة وهو يوم مثوبة على العمل الصالح , وعقو على العمل السيئ ,ودار العقوبة هي التار ,ودار المثوبة هي الجنة. والجنة لغة :البستان ,والمراد بها هنا دار الثواب والنعيم المقيم التي أعدها الله _عز وجل_ للمؤمنين ,فيها الحور العين ,والولدان المخلدون, ولحم طير مما يشتهون, وأنهار من الماء العذب والعسل المصفى,واللبن الذي لم يتغير طعمه, والخمر التي فيها لذة للشاربين ,وفيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت لا خطر على قلب بشر , أهلها إخوان على سرر متقابلين , نزع الله ما في قلوبهم من غل , فصاروا أحبة منعمين , تحيتهم فيها سلام ,ونعيمهم مقيم دائم في دار السلام.


الجنة في القرآن الكريم:





  
 لقد ورد ذكر الجنة في القرآن الكريم في أكثر من مائة موضع, غير أننا نراها تذكر مرة مفردة. قال الله _تعالى_: " وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾ "سورة الزمر كما نراها مرة بلفظ الجمع في قوله_تعالى_: "وأدخل الذين أمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام"سورة إبراهيم الآية 23 يقول ابن عباس _رضي الله عنه _ :
( إنما قال جنات بلفظ الجمع لكون الجنات سبعًا : جنة الفردوس, وعدن, وجنة النعيم , ودار الخلد , وجنة المأوى , ودار السلام, وعليين , وهذه السبع مأخوذه من القرآن الكريم)  وهي أسماء لشيء واحد , وقد تكون درجات كل واحدة أعلى من الأخرى حسب ما يفهم من قول الله _تعالى_ :" لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم" سورة الأنفال من الأية 4 والأية (20) من سورة الزمر صريحة في أنها طبقات بعضها فوق بعض , قال الله _تعالى _ :" لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد"


 وحديث البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري _رضي الله عنه_قال :قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ :(إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم , قالوا : يا رسول الله منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم!..قال :بلى _ والذي نفسي بيده_رجال آمنوا بالله وصدقَوا المرسلين ) وأعلاها جنة الفردوس, ولكننا  نجد سيدنا إبراهيم _عليه السلام_ يدعو ربه _عز وجل_بقوله "واجعلني من ورثة جنة النعيم" سورة الشعراء الآية(85), وإبراهيم لا يطلب لنفسه إلا أعلى الجنان!


نعود بعدها إلى آيات الجنة في القرآن الكريم فنسمع قول الله_تعالى_ "ولمن خاف مقام ربه جنتان "سورة الرحمن الآية (46) فهل للإنسان أكثر من جنة ؟! يقول بعض المفسرين : جنة للطاعات , وأخرى لترك المنكرات.


الإيمان بالجنة ونعيمها:إن أقل الناس في الجنة له من النعيم ما يعدل الدنيا وسبعة أمثالها معًا , لا يلقي الإنسان أهلها موتا ولا يقربهم فناء, وهي موجودة الأن في مكان يعلمه الله وحده , يدل على ذلك كله الكتاب والسنة وإجماع الأمة .


 قال الله _تعالى_:"وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض الأرض أعدت للمتقين"سورة آل عمران الآية 133  وقال _تعالى_
"إن الذين أمنوا وعملوا و عملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا (107)خالدين فيها لا يبغون عنها حولا "سورة الكهفو قال _تعالى_"إن المتقين في جنات ونهر(54)في مقعد صدق عند مليك مقتدر"سورة القمر. 


 ثمرات الإيمان بالجنة :  إن هذه الدار الفانية فيها شرور وآثام , وفيها مظلمون مهضومين ,وليس من العدل أن يخرج هؤلاء من هذه الدنيا بما وقع عليهم دون أن يقتص لهم رب العالمين , ويجزيهم على صبرهم , وهذا هو عدل الله أحكم الحاكمين. وهل يصح أن يكون مصير الإنسان الذي عمر الأرض مصير حشرة أو زاحفة, ثم ينتهي كل شيء إلى الأبد دون أن يكون له من خالقه جزاء على ما قدمت يداه ابتغاء مرضاته.


والإنسان مهما طال عمره فهو محدود موقوت, وقال _تعالى _" لكل أجل كتاب"سورة الرعد من الآية 37. ثم يفارق الدنيا وكله لوعة وحسرة وأسى على من خلف وراءه من زوجة وأولاد , فهل رحمة الله التي وسعت كل شيء ستحرمه منهم أبدًا ولا يرى منهم أحد؟! كلا ...فرب السماء والأرض يقول:


 " جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿٢٣﴾ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٤﴾ " سورة الرعد.


 بعض أوصاف الجنة:إن عقل المؤمن أسير النقل من كتاب الله_تعالى_ في وصف الجنة, فهو يصفهما , ويصف طعام أهلها وشرابهم ,ولباسهم, ومتاعهم..إلى أخر ما فيها ومن فيها بما يسحر الأفئدة , ويحير العقول قال الله _تعالى_ :"وجوه يومئذ ناعمة (8)لسعيها راضية (9)في جنة عالية (10)لا تسمع فيها لا غية(11) فيها عين جارية(12)فيها سرر مرفوعة (13) وأكواب موضوعة(14) و نمارق مصفوفة(15) و زرابي مبثوثة" سورة الغاشية. و قال _تعالى_: " وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴿١٢﴾ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴿١٣﴾ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ﴿١٤﴾ وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا ﴿١٥﴾ قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ﴿١٦﴾ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا ﴿١٧﴾ عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا ﴿١٨﴾ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا ﴿١٩﴾ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴿٢٠﴾ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴿٢١﴾ "سورة الإنسان.


كما جاء في سنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ما يصف الجنة و أهلها ونعيمهم الذي أعده الله لهم. عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ (قال الله _ تبارك وتعالى_ "أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر") قال أبو هريرة : اقرؤوا إن شئتم :"فلا تعلم نفس مآ أخفي لهم من قرة أعين.. "وعنه أيضا قال : قلت يارسول الله : الجنة ما بناؤها ؟ قال : (لبنة ذهب ولبنة فضة , وملاطها المسك الأذفر , وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت , وترابها الزعفران , من يدخلها ينعم ولا ييأس , ويخلد ولا يموت , لا تبلى ثيابه , ولا يفنى شبابه)وعنه أيضا...أن النبي_صلى الله عليه وسلم_ قال (إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلةالبدر , ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة , لا يبولون , ولا يتغوطون ,ولا يتفلون , ولا يتمخطون , أمشاطهم الذهب , ورشحهم المسك , ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين ,أخلاقهم على خلق رجل واحد , على صورة أبيهم أدم ستون ذراعًا في السماء)


الجنة خالدة: يجب أن نؤمن بأن الجنة خالدة , قال الله _تعالى_: "مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار ".


وهذا الخلود لا يورث الملل والسأم , وإنما هو النعيم المقيم كما قال _تعالى_"لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ", ولا تقاس أحوال الجنة الباقية بأحوال هذه الدنيا الفانية , والقرآن الكريم قربها بأوصاف لأذهاننا مما هو معروف لدنيا , قال ابن عباس _ رضي الله عنه _ (ما نعرف من الجنة إلا الأسماء)


اللهم اجعلنا من أهل الجنة ونعيمها.




المصـدر : الكتاب المدرسي .

0 التعليقات: