{ القرآن الكريم }

Followers

الأربعاء، 4 مايو 2011
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين الواجب وجوده وبقاؤه ، الواسع جوده وعطائه ، المنزه في ذاته عن كل شبيه ومثال ، المتعالي في صفاته عن التغير والزوال، والصلاة والسلام على رسوله الذي أرسله بالحق داعيًا، وللخلق هاديًا، محمد_صلى الله عليه وسلم_وعلى آله وصحبه أئمة الهدى، ومصابيح الدجى.
وبعد...
إن الإيمان من أصدق الإحساسات التي يشعر بها القلب, ومن أحلى الكمات التي ينطق بها اللسان, ومن أجمل الألقاب التي يلقب بها المرء, ومن أسباب قيام الحضارات, ومن أضمن السبل للوصول إلى دار السلام.
ولكن أي إيمان الذي يحقق كل هذا؟ وفي ماذا يؤمن هذا الإيمان؟ وما مصدره؟ وكيف يكون الإيمان بهذا الإيمان؟وما فائدة هذا الإيمان؟وما أهدافه؟

كل هذه التساؤلات سنجيب عنها في مدونتنا " عالم الغيبيات" بعون الرحمن .
إن الإيمان الذي نتطرق إليه في المدونة هو الإيمان بالغيب الذي أوجب الله _سبحانه وتعالى_الايمان به على كل مسلم مؤمن بالغ عاقل, وسمي بالغيب لأن دليلها سمعي, والمراد بالغيب هو كل ما خفي علينا علمه ولا ينفذ فيه إبتداء إلا علم اللطيف الخبير, وإنما الذي نعلمه منه هو ماأعلمنا إياه , أو أقام لنا دليلاً على معرفته.
في حديث جبريل_ عليه السلام_(المشهور),حيث جاء إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ في صورة إعرابي وسأله عن الإسلام ,ثم عن الإيمان ,ثم عن الإحسان،
قال _صلى الله عليه وسلم _عن الإيمان:" أن تؤمن بالله , وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الأخر,وتؤمن بالقدر خيره وشره "
لقد إخترنا هذا الموضوع من منهج التربية الإسلامية للمرحلة الحادية عشر في التعليم الحكومي لدولة الكويت , والموضوع تحت عنوان (الإيمان بالغيب يزيد المؤمن هداية وتقوى).
وقد وقع الإختيار عليه لأننا وجدنا أن في عصرنا الحالي كثير من الناس تجاهلوا هذه الأمور من الإسلام , فقد استهان بعض المسلمين بالإيمان بالغيب وأخذوا يبحثون ويتعمقون في الغيبيات بالطريقة التي نهى عنها الشارع, ومنهم من ترك وكذب الإيمان بها, وأيضًا من أسباب اختيارنا أن الفتن تعاظمت في الدنيا وتكاثرت معها الخطايا التي جعلت المرء يتخبط في داخله بين الخير والشر , والحقيقة والخيال.
ولهذا أردنا أن نقدم لكل مسلم الحقائق الصحيحة عن الغيبيات في نطاق الكتاب والسنة النبوية الشريفة, وأن يزدادوا إيمانًا بها لما لها من أثر إيجابي في النفس البشرية والحياة الدنيوية والأخروية.
وقال الله_سبحانه وتعالى _عن الإيمان في كتابه الكريم:" الم(1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(5) " البقرة.
إن هذه الآية تدعو المؤمن إلى الإيمان بما أنزل الله _سبحانه وتعالى_, ولهذا وجب علينا العمل بمقتضاها ,فأيها الأخوة والأخوات لنعمل على معرفة هذه الغيبيات معرفة حقة, حتى تثبت في قلوبنا ونعمل على تعليمها لمن جهلها,فقد جاء الرسل بالأخبار الصادقة عن مجاهيل الغيب وما وراء المادة وعالم الشهادة,ليهدوهم إلى طريق الحق والخير,كما تصدوا للإنحرافات والوهم والخرافة التي تراكمت في الحصيلة الثقافية للإنسان من جراء ما اتبعته من منهجيات خاطئة, فهم القدوة السليمة لنا نحن المسلمين.




0 التعليقات: